.... a publié :
سُمي بالفاتح المعنوي للقسطنطينية...
ولِم لا وقد كان له الدور الاكبر في فتحها...
فقد تربى محمد الفاتح على يديه...
وكان يأخذه وهو طفل صغير إلى شاطئ البحر ويقول له :
" هذه القسطنطينية.. وأنت مَن سيفتحها "
...
هو الشيخ آق شمس الدين بن حمزة...
ولد في دمشق عام 1389 م
وحفظ القرآن الكريم وهو ابن سبعة أعوام في مدارس دمشق و تعلم في أماسيا وحلب وأنقرة...
كان أكبر معلمي الأمير محمد الفاتح.. فقد علمه القرآن والفقه والرياضيات والفلك والتاريخ.
وكان الشيخ آق شمس الدين مهيباً لا يخشي سوى الله ، لذا فإنه عند قدوم السلطان (محمد الفاتح) لزيارته ، لا يقوم له من مجلسه ، ولا يقف له. أما عند زيارته للسلطان (محمد الفاتح) فقد كان السلطان يقوم له من مجلسه توقيراً له ، واحتراماً ويجلسه بجانبه...
وقد لاحظ ذلك وزراء السلطان وحاشيته ، لذا لم يملك الصدر الأعظم (محمود باشا) من إبداء دهشته للسلطان
فقال له : لا أدري يا سلطاني العظيم ، لم تقوم للشيخ (آق شمس الدين ) عند زيارته لك ، من دون سائر العلماء والشيوخ ، في الوقت الذي لا يقوم لك تعظيماً عند زيارتك له ؟
فأجابه السلطان : أنا أيضاً لا أدري السبب … ولكني عندما أراه مقبلاً علي ، لا أملك نفسي من القيام له … أما سائر العلماء والشيوخ ، فإني أراهم يرتجفون من حضوري ، وتتلعثم ألسنتهم عندما يتحدثون معي ، في الوقت الذي أجد نفسي أتلعثم عند محادثتي الشيخ (آق شمس الدين).
....
وفي فتح القسطنطينية أراد السلطان أن يكون شيخه بجانبه أثناء الهجوم فأرسل إليه يستدعيه، لكن الشيخ كان قد طلب ألا يدخل عليه أحد الخيمة ومنع حراس الخيمة رسول السلطان من الدخول...
وغضب لذلك محمد الفاتح وذهب بنفسه إلى خيمة الشيخ ليستدعيه ، فمنع الحراس السلطان من دخول الخيمة بناءً على أمر الشيخ ، فأخذ الفتح خنجره وشق جدار الخيمة في جانب من جوانبها ونظر إلى الداخل...
فإذا شيخه ساجداً لله في سجدة طويلة وعمامته متدحرجة من على رأسه... ثم رأى السلطان شيخه يقوم من سجدته والدموع تنحدر على خديه ، فقد كان يناجي ربه ويدعوه بإنزال النصر ويسأله النصر ويسأله الفتح القريب. وعاد السلطان محمد (الفاتح) عقب ذلك إلى مقر قيادته ونظر إلى الأسوار المحاصرة فإذا بالجنود العثمانيين وقد أحدثوا ثغرات بالسور تدفق منها الجنود إلى القسطنطينية... ففرح السلطان بذلك وقال: " ليس فرحي لفتح المدينة إنما فرحي بوجود مثل هذا الرجل في زمني ".
وبعد أن منّ الله بفتح القسطنطينية كان الشيخ آق شمس الدين هو أول من خطب في المسلمين في مسجد آيا صوفيا.
....
وهكذا سنة الله في خلقه ليُخرج للأمة قائد رباني وفاتح مغوار إلا كان حوله مجموعة من العلماء الربانيين يساهمون في تعليمه وتربيته وترشيده....
وكان الشيخ آق شمس الدين صاحب الدور الاكبر في تربية السلطان محمد الفاتح وزرع الثقة و الطموح بداخله أنه سيكون هو من اشار له رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف :
( لتُفتحن القسطنطينية.. فلنعم الأمير أميرها.. ولنعم الجيش ذلك الجيش).
..
رضي الله عن الشيخ آق شمس الدين ورفع ذكره في عليين.