قال لي صديقي ها هو الغد قد جاء فقل لي ما هي السنة ؟
قلت له : السنة هي أقوال وأفعال النبي صلى الله عليه وسلم وتقريراته وصفاته الخلقية .
فكّر صديقي ثم قال : حسن لكن ماذا تقصد بتقريراته صلى الله عليه وسلم ؟
قلت له : أقصد إقرار النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة على فعل أو قول صدر منه في وجود النبي أو علم النبي بما قاله هذا الصحابي .
فقال صديقي وضح أكثر .
قلت له بمعنى أن يوافق النبي على فعل أو قول هذا الصحابي .. #فقلت_له : اسمع سأضرب لك مثالاً عليها من صحيح الإمام مسلم وهو من كتب الحديث .
فقال لي صديقي أدركني به حتى يتأكد فهمي .
قلت له أراد رجل أن يعتق أمة (عبدة مملوكة) عنده فأتى بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألها النبي قائلا { أين الله ؟} قالت : في السماء .. فقال لها : (من أنا؟) قالت أنت رسول الله .. فقال لصاحبها : (أعتقها فإنها مؤمنةٌ) رواه مسلم .
ها هل فهمت ماذا أقصد يا صديقى ، فإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لجواب هذه الأمة سنة من النوع التقريري .
قال صديقي : الآن فهمت جيداً السنة التقريرية .
قلت له: لعلك لا تعرف السنة القولية والفعلية !!
ضحك صديقي وقال لي : ليس لهذا الحد ، فالسنة القولية : هي الأقوال التي صدرت عن النبي مثل قوله (إنما الأعمال بالنيات......) .
أما السنة الفعلية : فهي كل فعل صدر عن النبي مثل (أفعاله في الحج وفي الصلاة وهكذا) .
فقلت له : بارك الله فيك يا صديقي أنت على علم .
لكنّ صديقي فاجأني بقوله : اعذرني يا أيها الصديق .. قلت له : تفضل ...
قال: هل أخلاق النبي أيضاً كشجاعته وكرمه وحلمه #سنة ؟
قلت له : بكل تأكيد ، فالقرآن أمرنا أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل ما يصدر عنه بقوله تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) وقوله تعالى (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) .
قال لي صديقي وهو يتمتم : آآآآآآه نعم نعم لكن ...... فقلت له متسرعا : لكن ماذا ؟
قال لا لا لا ﻻ.... فقلت له : لا تترك سؤالاً إن كان للعلم .
قال: أليس النبي بشراً يأكل ، ويشرب ، ويفرح ، ويحزن مثلنا ؟ قلت له : بلى .
قال لي : فكيف لبشر أن تكون أقواله وأفعاله وأخلاقه مصدراً للأحكام ؟
فقلت له : حين تمرض هل تذهب للطبيب ؟ قال : نعم .
قلت له : وتأخذ الدواء الذي يعطيك إياه ؟ قال نعمى. قلت له : ولماذا تثق في الطبيب ودوائه ؟ قال : لأنه درس الطب وعلى علم به .
قلت له: رااااائع ، فالنبي صلى الله عليه وسلم #بشر صحيح لكنه #مبعوث لمهمة من الله ، فهو يبلغ عن الله ، فكل ما يصدر عن النبي من أقوال وأفعال وغيرهما ، هو وحي من الله يلهمه للنبي حتى يمحو الله به ظلمات الجهل .
فقلت له: اسمع أنت تصدق بكل ما في القران . قال : نعم بكل تأكيد ، فالله حفظه من التحريف وﻻ جدال فى ذلك .
قلت له: إذاً يكفيك قول الله في حق النبي صلى الله عليه وسلم (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) .
قال لي صديقي : نعم يا سبحان الله أحياناً أقرأ الآيات ولا أنتبه لمعناها .
ثم قال لي ملحاً هيا أجب عن بقية السؤال ... فقلت له : وما بقيته ؟؟
فقال: كيف وصلت إلينا السنة بالرغم من أمية العرب ، وعدم وجود وسائل تكنولوجية ؟؟؟
فقلت له والنوم يغلبني الآن : يا صديقي هل تسأل للمعرفة ؟ قال نعم فهذه سنة خير البشر وهي مصدر لأحكام الدين . قلت له إذاً يكفيك هذا القدر اليوم فاعرفه جيدا والأهم أن تعمل به .
وفي الغد إن شاء الله أجيبك إن كان في العمر بقية .
خالد مصطفى